138- جواز النسبة إلى جمع التكسير، وإلى ما جُمِع بالألِفِ والتاء من الأعلام
أصدر مَجْمع اللغة العربية في القاهرة سنة 1937 القرار الآتي:
«المذهب البَصْريّ في النسَب إلى جمع التكسير أن يُرَدَّ إلى واحِدِهِ، ثم يُنسَب إلى هذا الواحد. ويرى المجمع أن يُنسب إلى لفظ الجمع عند الحاجة، كإرادة التمييز أو نحو ذلك.»
فقد رأى المجْمع أن النسبة إلى الجمع قد تكون في بعض الأحيان أَبْيَنَ وأدقَّ في التعبير عن المراد من النسبة إلى المفرد. لذا عَدَلَ عن مذهب البصريين القائلين بقَصْر النسبة على المفرد، إلى مذهب الكوفيين المترخِّصين في إباحة النسبة إلى الجمع توضيحاً وتبييناً، علماً بأن المسموع عن العرب من المنسوب إلى جمع التكسير غير قليل. وفيما يأتي نماذج شائعة.
- أنصاريّ: نسبةً إلى الأنصار أهل مدينة الرسول الذين ناصروه حين هاجر إليهم.
- الثعالبيّ: نسبةً إلى ثعالب، وهي قبائل من العرب شتى؛ وقد عُرف بهذه النسبة غير واحد.
- الجواليقيّ: نسبةً إلى جواليق جمع جُِوالق، وهو وعاء من صُوف أو شَعْر أو غيرهما، كالغِرارة، (وهو عند العامة شُِوَال). لقبُ عالِمٍ لُغويّ توفي ببغداد سنة 539هـ.
- مُلوكيّ: يقال مثلاً: لباسٌ / طعامٌ ملوكي: يليق بالملوك.
- ملائكيّ: يقال مثلاً: وجْهٌ ملائكيّ: كوجه الملائكة!
- عشائري: نسبة إلى عشائر. يقال: نظامٌ عشائريّ.
- كُتُبِيّ: هو بائع الكُتب. يقال: السُّوق الكُتُبيّة.
- أحيائيّ: نسبة إلى أحياء. يقال: عالِمٌ أحيائي.
- الجواهريّ: هو من يصنع الجواهر أو يبيعها. وهو لقب محمد حسن باقر (توفي 1266 هـ)؛ ولقب الشاعر مهدي الجواهريّ (من فحول شعراء القرن العشرين).
- سكاكينيّ: لقب من يصنع السكاكين أو يبيعها.
- صناديقي: لقب من يصنع الصناديق أو يبيعها.
- أما الصَّحابيّ (ويُجمع على صَحَابة) فهو مَن لقي النبيّ عليه الصلاة والسلام مؤمناً به ومات على الإسلام.
- وأما الأَعرابيّ (ويُجمع على أَعْراب) فهو أحد سكان البادية.
- وأما العَربيّ، فهو المنسوب إلى العرب، وهُم أُمَّةٌ من الناس كان منشؤها شبه جزيرة العرب.
فالألفاظ: صحابة وأعراب وعرب ليست جموع تكسير!
- الدُّوَليّ: العالميّ (نسبة إلى الدُّوَل): يقال: مطار / مَعرِض دمشق الدُّوَلي. عُقِد مؤتمر دُوَليّ...
]الدَّوْلي: المنسوب إلى الدَّوْلة. يقال: جامعة دَوْلية، تمييزاً لها من الجامعات الأهلية الخاصة.[
وفي عام 1974 أصدر مجمع القاهرة قراراً أجاز فيه النَّسَب إلى ما جُمِع بالألِف والتاء من الأعلام وما يجري مجراها، دون حذف الألِف والتاء.
فالسّاداتيّ: هي النسبة إلى مَن اسمه السادات.
وعَطِيّاتيّ: هي النسبة إلى مَن اسمها عطيات.
وكذلك ما يجري مجرى الأعلام من أسماء الأجناس والحِرَف والمصطلحات، مما يدلُّ على مُعَيَّن، مثل: الساعاتيّ، والآلاتيّ، والمخلّلاتي... وذلك فِراراً من اللّبْس إذا حُذفت الألِف والتاء عند النسب.
· من المعلوم أن كلمة (علاقة) مثلاً تُجْمع- تكسيراً- على علائق، وتُجْمع- تصحيحاً- على علاقات. فإذا أُريدَ النَّسَب إلى جملة علاقات قيل: علائقيّ! إذ لا يصحّ النسب إلى ( علاقات) لعدم انطباق القرار المجمعي عليها!
مراجع البحث
- النحو الوافي 4/724-741، لعبّاس حسن.
- كتاب في أصول اللغة 2/90 (من مطبوعات مجْمع القاهرة).
- كتاب في أصول اللغة 4/698 (من مطبوعات مجْمع القاهرة).