158- ساهم مساهَمَةً- أَسْهَمَ إسهاماً
ينكر بعض النقّاد استعمال الفعل (ساهم) بمعنى (شارَكَ)، وأجازوا (أسهم) و(سَهَّمَ).
· جاء في (اللسان): «السَّهْمُ: النصيب. والسهم في الأصل: واحد السهام التي يُضرب بها في الميسر، وهي القداح؛ ثم سُمِّي به ما يفوز به الفالج سَهْمُهُ [أي الظافر سهمه]، ثم كثر حتى سُمّي كل نصيب سهماً.»
· وجاء فيه: «سَاهَمَ القومَ فَسَهَمَهُم سهماً: قارعهم فَقَرَعَهُم.
تساهموا: تقارعوا.
أسهم بينهم: أَقْرَعَ [ أي: ضَرَبَ القُرْعَة].
· ومما جاء في (أساس البلاغة): «تساهموا الشيءَ: تقاسموه» [أي أخذ كلٌّ منهم سهمه/نصيبه]
وجاء أيضاً: « أُسْهِم للغازي. فلانٌ مُسَهَّمٌ له في كذا.»
· وقال ابن منظور في مقدمة معجمه (اللسان):
«... فاسْتَخَرتُ الله سبحانه وتعالى في جمع هذا الكتاب المبارك، الذي لا يُسَاهَمُ في سعة فضله ولا يُشارَك.» [أي: لا يُقاسم في سعة فضله ولا يُشارَك].
ونرى أن ابن منظور استعمل (ساهَمَ) بمعنى (قاسَمَ).
· وقال ابن الأثير في مادة (أسا): والمواساة: المشاركة والمساهمة.
· وجاء في (المصباح المنير) [ن و ب]: «وناوبتُه مناوَبَة بمعنى ساهمتُه مُساهَمَةً. وتناوبوا عليه إذا تداولوه بينهم.»
· وقال الفيروز أبادي [ن و ب]: تناوبوا على الماء أي تقاسموه.
· وقال زهير:
أبا ثابتٍ ساهمتَ في الحزم أهله فرأيُك محمودٌ وعهدُك دائمُ
- يستبين بما سبق أن (ساهَمَهُ مساهَمَةً) فعلٌ متعدٍّ، من معانيه:
شاركهُ مشاركةً، وقاسَمهُ مقاسمةً.
وأن (تساهموا الشيءَ): تقاسموه، أي أخذ كل واحد سَهْمَهُ أي نصيبهُ.
- ويُفهم من عبارة (الأساس) «أُسْهِم للغازي» أنه يمكن أن يقال: أَسْهَمَ فلانٌ لفلان: أي جَعَلَ له سهماً/نصيباً.
فالفعل (أسهَمَ إسهاماً) فعل لازم. ومعنى (أسهَمَ في الشيء): جعل لنفسه فيه سهماً/نصيباً، أي اشترك فيه.
- وقد بحث مجمع اللغة العربية في القاهرة (في الدورة 14 سنة 1948) هذه المسألة وقرر [انظر مجلة مجمع القاهرة، العدد 7/ 187]:
« أن الكلمتين (ساهَمَ) و (أسهَمَ) بمعنى واحد، وهما في الأصل أخْذُ سهمٍ في الميسر بين آخرين، ثم انتقل المعنى إلى أخْذِ نصيب مع غيره من الآخرين، ثم استعملتا أخيراً في المشاركة في شيء ما. فالمجلس يرى أن كلتا الكلمتين صحيحة في معنى المشاركة، وأنه لا مُسَوِّغ لتجنُّب الكتّاب كلمة (ساهَمَ). وقد استأنس المجلس بما وَرَدَ في مقدمة (لسان العرب) حيث يقول: فاستخرتُ الله سبحانه وتعالى...».
- وقال عباس أبو السعود صاحب «أزاهير الفصحى» في حديثه عن (ساهَمَ وأسهَمَ): «فإذا قال قائل: ساهمتُ في إنشاء المدرسة، كان الفعل متعدياً محذوفَ المفعول»
والتقدير: ساهمتُ المتبرِّعينَ في إنشاء المدرسة؛ كما حُذف المفعول في التنْزيل العزيز: )فكشَفَتْ عن ساقَيْها(. أي كشفت الثوبَ.»
- أخيراً، جاء في "المعجم الوسيط":
أسهَمَ في الشيءِ: اشترك فيه.
ساهَمَ في الشيء: شارك فيه.